حرب غزة: اجتياح رفح قد يكون خدعة أو مقدمة لحرب مدمرة


مصدر الصورة

هل أصبح الاجتياح الإسرائيلي العسكري لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة فعلا وشيكا؟ ربما!

فالعالم بات يتحدث عنه وكأنه من المسلمات، لكن غرابة هذا المنطق يبددها تصريحات نتنياهو المستمرة عن رفح وأهمية المدينة التي تضخمت لتصبح أكبر بكثير من حجمها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتاد تكرار تهديد رفح بالاجتياح، فقد أعلن، بحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، أربع مرات على الأقل في الشهرين الماضيين عن اقتراب العملية العسكرية البرية على المدينة المكتظة بالسكان والنازحين. وضخمت معركة رفح وكأنها معركة الحسم مع دولة عظمى، وكأن الحرب المدمرة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ليست بشيء إزاء تلك المعركة.

فلماذا يريد نتنياهو اجتياح رفح الذي وصفته نائبة رئيس الولايات المتحدة كامالا هاريس في لقاء على قناة "إي بي سي"بأنه خطأ فادح، وأوضحت "لقد درست المنطقة، لا يوجد مكان يذهب إليه مليون ونصف مليون شخص في رفح طلب منهم النزوح إلى هناك."

ووصفت الإعلامية رافيت هيتشيت من صحيفة هآرتس هذا الاجتياح بـ"المغامرة التي يقودها جيش أشرف على كارثة فظيعة وحرب فاشلة" وأوضحت ساخرة "حكومة الحرب الإسرائيلية لديها جدول أعمال مزدحم بالحروب، فرفح أولاً، ثم حزب الله، ثم إيران، لكن بنك الأهداف يا للأسف لم يشمل روسيا والصين".

ماذا يدور في ذهن نتنياهو؟

من الصعب معرفة كيف يفكر نتنياهو. ويتساءل الإعلامي غيدعون ليفي في مقالة نشرها في صحيفة هآرتس إن كانت قرارات نتنياهو تتعلق بإرضاء شركائه في الائتلاف، أو إن كان فعلا يعتقد أن اجتياح رفح سيحقق النصر!

هدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مؤخرا الحكومة، بحسب موقع "بولتيكو" الأمريكي، قائلا: إذا قرر رئيس الوزراء إنهاء الحرب دون شن هجوم كبير على رفح لهزيمة حماس، فلن يكون لديه تفويض للاستمرار في منصبه.

وإذ خسر نتنياهو دعم بن غفير، فإن حكومته ستنهار مما يؤدي إلى انتخابات من المرجح أن يخسرها.

وقد يكون الإعلان عن اجتياح رفح بحسب موقع واي نت نقلا عن خبراء هو تكتيك أو ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن.

وقد يكون الإعلان الأخير عن اقتراب الاجتياح لتفتيت الصراع وتشتيت الانتباه عما يجري في قطاع غزه من شماله إلى جنوبه وصرف النظر عن الموت بسبب التجويع الذي بدأ يشهده فعليا شمال غزة بحسب هيومان رايتس ووتش.

ولا ينبغي أن ننسى الأزمات السياسية الحقيقية التي يواجهها نتنياهو خارجيا وداخليا، ففي إسرائيل بدأت المظاهرات تأخذ زخما جديدا، ورفعت شعارات لا تطالب بصفقة تبادل فقط، ولكن بإسقاط نتنياهو.

كما تزايدت الضغوط العالمية على الحكومة بعدما قتل الجيش الإسرائيلي سبعة من العاملين في المجال الإنساني في منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في نفس الفترة التي قصفت فيها القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل/نيسان.

وتقول خبيرة الشؤون الإسرائيلية ميراف زونسزين في موقع +972، إن تهديد نتنياهو بالغزو يمكن أن يكون "خدعة" إذ يعطيه هذا غطاء ليقول في المستقبل، إن السبب وراء عدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس بالكامل كان نتيجة معارضة الولايات المتحدة لغزو بري كبير في رفح.

وأوضحت كيف أن إسرائيل استفادت من الضربة الانتقامية التي نفذتها إيران عليها. إذ ساعدت في تراجع عزلتها الدبلوماسية عالميا واتكل نتنياهو على تحالف استراتيجي ضد إيران، وانشغل مجلس الأمن في إدانة إيران بدلا من مناقشة وقف إطلاق النار في غزة.

إن تسليط الضوء على رفح يخدم أيضًا غرضًا آخر، وهو تشتيت الانتباه وتفتيت الصراع، وقد يساعد هذا نتنياهو الذي أخبر بلينكن بحسب مجلة تايم الأمريكية صراحة في الشهر الماضي أن إسرائيل ستدخل إلى رفح بموافقة الولايات المتحدة أو بدونها.

نحن لا نعرف ما الذي يدور في رأس نتنياهو، لكننا نعلم أن إسرائيل لا تستطيع اجتياح رفح دون دعم الولايات المتحدة.

الاستعدادات المعلنة

إسرائيل رغم إعلانها السيطرة على الشمال لا تزال تقصفه برا وبحرا وجوا، ويتعين عليها القيام بعمليات متكررة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، وعليها إحباط الكمائن والهجمات على قواتها التي قال الجيش الإسرائيلي إنه يتوقع استمرارها في شكل حرب عصابات في جميع أنحاء القطاع لسنوات مقبلة. وعليها أيضًا، وبشكل أساسي، تفكيك سلطة حماس إداريًا، ويبدو أن هذا لا يزال بعيد المنال في هذه المرحلة، بعد مرور ستة أشهر على الحرب.

ولا يمكن أن تتم عملية غزو رفح عسكريا في أي وقت قريب لأسباب لوجستية، بحسب تقارير إعلامية.

الجيش الإسرائيلي قال إنه حشد لواءين من جنود الاحتياط للقيام بمهام في غزة، وقال متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "تمضي قدما" في عملية برية، لكنه لم يذكر جدولا زمنيا.

وأشارت تقارير إعلامية غير مؤكدة إلى نشر المزيد من المدفعية وناقلات الجنود المدرعة في محيط قطاع غزة. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليومية إن القوات وضعت في حالة تأهب، لكن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على تلك التقارير.

وتعتقد إسرائيل أن قيادة حماس، إلى جانب أربع كتائب من المقاتلين، متمركزة في رفح، وتحتجز الرهائن هناك. والعملية البرية في رفح ضرورية لتحقيق "النصر الكامل".

وأظهر مقطع فيديو تداوله البعض عبر الإنترنت وتأكد فريق بي بي سي لتقصي الحقائق من صحته، صفوفًا من الخيام البيضاء نصبت في منطقة في خان يونس، التي دمرت عقب حملة جوية وبرية إسرائيلية استمرت لأشهر، وتبعد 5 كم شمال رفح، .

وتشير التسريبات، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى شراء الحكومة الإسرائيلية 40 ألف خيمة تتسع كل منها لـ 12 شخصا، مما يشير إلى خطة لتهجير ما يقرب من نصف مليون فلسطيني.

لكن كبار المسؤولين في إدارة بايدن، بحسب شبكة " ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

إقرأ أيضا