اسبانيا تلعب بالنار الجزائرية !


مصدر الصورة

■المغرب لن يستفيد من الغاز الجزائري تحت أي ظرف 

الجزائرالٱن _ يجزم عدد من المتبعين للملف الدولي الطاقوي أنّ الحكومة الإسبانية تجازف بحصتها من الغاز الجزائري.

وبالتالي تنطبق عليها مقولة ” إسبانيا  تلعب بالنار (أي النار الجزائرية ). 

ففي الوقت الذي تلهث غالبية الدول الأوروبية وراء الجزائر لإبرام صفقات  تسمح للغاز الجزائري بالوصول إلى مواطنيها وشركاتها.

تتوالى الأخبار من العاصمة مدريد عن رغبة ملاك  غالبية الأسهم في شركة( ناتورجي) الاسبانية لبيع حصصهم  لشركة أبوظبي للطاقة ( طاقة ) وذلك في توقيت  توترت  فيه العلاقات كثيرا  مؤخرا بين الجزائر  و الامارات بسبب تورط هذه الأخيرة في مسائل تهم المصالح و الأمن القومي الجزائري .

 شركة “ناتورجي”، وهي أكبر شركة غاز في إسبانيا، والتي تمّكن المواطنين الإسبان من الحصول على الغاز بفضل شراكتها مع شركة “سوناطراك” الجزائرية، والأكيد أنّ أي تهديد لهذه العلاقة، هو تهديد لحق مواطنيها وشركاتها في الحصول على الغاز والكهرباء وكل المنتوجات المرتبطة بالغاز، في وقت أنّ كثير من الدول الأوروبية، تسعى بكل الوسائل لتزويد حصتها من الغاز، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.

ما يهدد مستقبل الغاز في إسبانيا، يعود إلى المعلومات المؤكدة  التي تتحدث عن رغبة مدريد في بيع أسهم شركة “ناتورجي” إلى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وهذا الأمر ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا، خاصة وأن كل المعطيات  تشير الى سعي  الشركة الإماراتية مستقبلا توريد الغاز الجزائري للمغرب، رغم أنّ الاتفاق المبرم ما بين “سوناطراك” و”ناتورجي” يؤكد صراحة، أنّه لا يحق للشركة الإسبانية بيع الغاز الجزائري إلى طرف ثالث إلا بموافقة “سوناطراك“.

■ الجزائر تهدد بقطع الإمدادات وستعزل إسبانيا طاقويا.

نتيجة لما يحدث، أكدت مصادر طلعة أمس الاثنين لصحيفة “الجزائر الآن “الالكترونية أنّ الجزائر ستوقف تسليم الغاز إلى شركة ناتورجي الإسبانية، إذا قررت بيع أسهمها لشركة أخرى، ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تأكيد شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) الشهر الماضي، أنّها تجري مناقشات مع أكبر ثلاثة مساهمين في ناتورجي، ما قد يؤدي إلى عرض استحواذ كامل على أكبر شركة غاز طبيعي في إسبانيا.

وتملك “ناتورجي” حصة في خط أنابيب غاز رئيسي بين إسبانيا والجزائر، ولديها كذلك عقود رئيسية مع “سوناطراك” التي تمد إسبانيا بالغاز عبر خط أنابيب، وقال متحدث باسم الشركة: “وقّعت ناتورجي عقود توريد (الغاز) أو دفع (غرامة إذا لم تستورده) حتى 2032 مع الجزائر”

وأكدت “طاقة” الإماراتية الشهر الماضي، إنّها تجري محادثات مع شركتي الاستثمار المباشر (سي.في.سي) و(جي.آي.بي)، التي تملك كل منهما حصة تزيد على 20%، لشراء حصتيهما.
وأضافت “طاقة” أنها تجري محادثات مع شركة (كرايتيرا)، أكبر مساهم في ناتورجي، والتي تملك حصة قدرها 26.7%، تتعلق باتفاقية شراكة محتملة.

وكانت شركة “طاقة” المملوكة لإمارة أبو ظبي قد أبدت رغبتها في الاستحواذ على كامل أسهم “ناتورجي”، أكبر شركة غاز في إسبانيا والثالثة في مجال الكهرباء، وتريد تكرار محاولة شراء “سيبسا” النفطية منذ سنوات.

■ الغاز الجزائري محرم على المغرب

المعروف أنّ “نوتارجي” تمتلك 49% من أسهم أنبوب “ميد غاز” الذي يحمل الغاز الجزائري إلى السوق الإسبانية والبرتغالية، بينما تمتلك الجزائر الباقي.

وكانت الجزائر أكبر مورد للغاز لإسبانيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وفقا لبيانات شركة “إيناغاس” الإسبانية لتشغيل شبكة الغاز. ويشكل ذلك ما يقرب من ثلث إجمالي واردات الغاز.

ويأتي الجزء الأكبر من هذه الإمدادات عبر خطوط الأنابيب.

وكان مجلس الوزراء الإسباني قد صادق مؤخرا على اتفاقية مع الإمارات لحماية الاستثمارات الثنائية وتسهيل الاستثمارات البينية، مما جعل بعض وسائل الإعلام تعتبر ذلك تمهيداً للموافقة على استحواذ “طاقة” للاستحواذ على “ناتورجي” مقابل 22 مليار دولار أو حتى 26 مليار دولار، وفق صحيفة “دياريو”

هذه الصفقة المشبوهة لا تنظر إليها الجزائر بارتياح بسبب وجود دولة مثل الإمارات، التي تعتبر من الدول التي لا تتوافق سياستها مع مبادئ الجزائر، كما أنّها تقود مؤامرات مفضوحة رفقة المغرب ضد الجزائر، ولهذا من المنتظر أن تكون الصفقة الطاقوية طريقا لإيصال الغاز الجزائري للمغرب، وهذا ما كشفته جريدة “كونفدنسيال” الإسبانية في تقرير لها، مؤخرا، عندما تحدثت عما وصفته بـ”مناورة الإمارات تصب في صالح المغرب لكي يحصل مستقبلا على الغاز من طرف شركة “ناتورجي” التي ستكون تحت تصرف الإمارات، مبرزة أنّه جرى تقديم تقرير في هذا الموضوع إلى رئاسة الحكومة الإسبانية”
وتنوب إسبانيا في الوقت الراهن عن المغرب في شراء الغاز من السوق الدولية، وتلتزم بألا يكون مصدره من الجزائر، ثم تقوم بإعادة تصديره للمغرب عبر أنبوب” الغاز المغاربي”، الذي يمر عبر المغرب ويربط إسبانيا بالجزائر، قبل أن تقرر الأخيرة وقفه.


إقرأ أيضا