يُنظر إلى تلك الزيارة التي استهلها الرئيس شي بمناقشات واسعة في فرنسا تعرضت إلى مختلف القضايا الرئيسية، سواء ما يرتبط بالعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف والقضايا الإقليمية والدولية الأوسع، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، على اعتبارها "زيارة مفصلية" قد ينتج عنها عديد من المتغيرات، لجهة تفاهمات محتملة على كثير من الصُعد، انطلاقاً من الأهمية الواسعة للعلاقات الاستراتيجية بين الطرفين الأوروبي والصين، بينما من مصلحتهما العمل معاً على تجاوز الخلافات التجارية الأبرز.

يكمن الهدف الرئيسي للرئيس شي خلال زيارته الحالية إلى أوروبا، في الحد من الأضرار الناجمة عن التوترات التجارية، في وقت تتلاقى فيه رغبته ورغبة دول القارة العجوز التي تدرك أهمية علاقاتها مع بكين، بينما يتملكها مزيد من المخاوف بشأن السياسات والتحركات الصينية المختلفة وتأثيراتها على الاقتصادات الأوروبية.

توتر تجاري

وأشاد الرئيس الصيني في بيان صدر لدى وصوله إلى باريس، بالعلاقات بين البلدين رغم توتر تجاري يتعلق بتحقيق للاتحاد الأوروبي في صادرات السيارات الكهربائية الصينية، وتحقيق تجريه بكين في واردات خمور البراندي وأغلبها فرنسية الصنع.

وقال شي إن العلاقات بين الصين وفرنسا "نموذج يحتذى به للمجتمع الدولي في التعايش السلمي والتعاون المثمر بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة.

الرسائل الإيجابية التي حرص الجانبان (الصيني والفرنسي) على التأكيد عليها في اليوم الأول من الزيارة، صاحبتها عديد من المخاوف التي عبر عنها عن الطرفان، في مناقشات لم تنقصها الصراحة والوضوح.

  • يعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للصين، لكن التوترات تصاعدت بسبب اتهامات بروكسل لبكين بتعزيز القدرة الصناعية الفائضة لتحفيز النمو الاقتصادي المخيب للآمال، مما يثير مخاوف من إغراق الأسواق الأوروبية.
  • كانت بروكسل قد اعترضت على نمو الفائض التجاري للسلع الصينية، الذي بلغ 291 مليار يورو في عام 2023، بانخفاض عن الرقم القياسي المسجل في العام السابق والذي بلغ قرابة 400 مليار يورو، لكنه يفوق بكثير المستويات التي شهدها العقد الماضي، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأ الاتحاد الأوروبي عدة تحقيقات خاصة بمنع الإعانات تستهدف الشركات الصينية في قطاعي الطاقة النظيفة والبنية التحتية.

وخلال شهر سبتمبر، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فتح تحقيق بشأن السيارات الكهربائية الصينية، الذي قد يسفر عن فرض رسوم جمركية.

تشكل هذه النقاط جانباً من حجم التوتر التجاري بين الجانبين، وتضاف إليها مجموعة الملفات السياسية، بما في ذلك مخاوف أوروبا المتصاعدة حيال علاقات بكين مع موسكو.

علاقات تحدها الشكوك

في هذا السياق، يقول خبير العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • هذه هي أول زيارة للرئيس الصيني لفرنسا ولأوروبا منذ العام 2019.
  • هي زيارة استراتيجية وفارقة، ليس فقط في مسار العلاقة بين الصين وأوروبا، لكن أيضاً في مشهد العلاقات الدولية بشكل كامل.
  • هذه الزيارة من شأنها أن تغير نمط العلاقة الصينية الأوروبية، وقد يكون لها مردود على العلاقات الأميركية الصينية أيضاً، بينما على الجانب الآخر، هذه الزيارة لن تقدم الكثير للعلاقات الروسية الأوروبية في ظل الحسابات الصفرية في أوكرانيا بين الدول الغربية وروسيا.
  • الصين تدافع عن نفسها، وعن علاقتها مع روسيا من خلال التأكيد على أنها علاقات تجارية وليست عسكرية، وأنها لم تقدم سلاح ولا ذخيرة لروسيا منذ بداية الحرب في 24 فبراير 2022، وأنها مستعدة للانخراط بشكل سياسي ودعم توجه الطرفين الروسي والأوكراني إلى مائدة المفاوضات.
  • في المحصلة يمكن للصين أن تكون جسراً للتواصل وجسراً لحل المشاكل سواء فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا أو علاقة روسيا بأوروبا، وصولًا إلى علاقة روسيا بالولايات المتحدة الأميركية.

ويضيف: "زيارة الرئيس الصيني تأتي رداً على مجموعة من الزيارات التي قام بها زعماء أوروبيون، منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، وكذلك زيارات لمسؤولين آخرين مثل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فندر لاين".

  • هذه الزيارات الأوروبية للصين أسهمت بشكل كبير جداً في التأكيد على أمر في غاية الأهمية، وهو أن مسار العلاقة الصينية الأوروبية يمكن أن يكون مساراً مختلفاً عن مسار العلاقة الأميركية الصينية، حيث أنه مسار متأزم.
  • الأوروبيون يريدون أن يصنعوا لأنفسهم مساراً مختلفاً، ليس ضد المسار الأميركي ولكن على الأقل مسارًا موازيًا يحتوي على بعض الاختلاف في الأدوات ولو لم يختلف في الأهداف، أوالخطط الاستراتيجية أو بعيدة المدى.
  • هناك مصالح كبيرة جدًا بين الأوروبيين والصين، ذلك أن أحد عوامل الرخاء في أوروبا هو وصول البضائع الأوروبية إلى السوق الصينية الواسعة والاستثمارات الأوروبية في بكين.
  • الصين لها مصلحة في ذلك، فيما يتعلق بحجم التجارة الكبير بينها وبين أوروبا (..) لا سيما وأن الصين تصدر كميات كبيرة جدًا من صادراتها إلى الدول الأوروبية.
  • أوروبا تعتمد في سلاسل الإمداد على المكونات الصينية، وعندما وقعت بعض المشاكل في البحر الأحمر كثير من المصانع في أوروبا، وبالتحديد في ألمانيا وفرنسا وهولندا، كانت تنتظر المكونات القادمة من الصين، وهناك بعض المصانع توقفت عن ....
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي